خمس خطوات قد تجعل الاماني حقيقة
الصبر والاحساس الايجابي مع العلاج المناسب هو ما يحقق أحلام الكثيرين بالإنجاب، ورغم عدم وجود رقم ثابت لنسب نجاح معالجات الحمل عموماً وأطفال الانابيب خصوصاً، إلا أن الإصرار والمتابعة واختيار طريق المعالجة الصحية والتي تعتمد على عوامل عدة أهمها عمر الزوجين أو الزوجة تحديداً من شأنه أن يكرم الله به أكثر من نصف الأزواج بالإنجاب على الأقل لمرة واحدة.
يتوجب على من هم دون الرابعة والثلاثين اللجوء للمساعدة على الانجاب في حالة عدم حصول الحمل بعد مضي عام على المحاولة، أما بعد الخامسة والثلاثون يتوجب عليهم اللجوء الى التقييم الطبي بعد ثلاثة الى سنة شهور على الأكثر.
بينت الدراسات أن 7% من الأزواج يعانون من العقم ما قبل الثلاثين عام، وترتفع النسبة الى 11% عند عمر الخمسة والثلاثين لتصبح 33% حول الاربعين من عمر المرأة ، وحوالي 90% من النساء بعد الخمسة والأربعون لا يتمكنّ من الانجاب التلقائي.
من المعروف ان مخزون المرأة من البويضات يتناقص بشدة ما بعد البلوغ وتختلف المرأة عن الرجل بعدم امكانية تجديد هذا المخزون ولذلك يعتبر عمر المرأة من أهم عوامل نجاح الحمل التلقائي أو بوسائل المساعدة على الانجاب.
وسائل المساعدة على الانجاب متعددة وتزداد تطوراً عاما بعد عام سواء بوسائل تحفيز الاباضة أو بطرق حقن البويضات بالحيوان المنوي، ودراسة الحيوان المنوي والبويضات ومن ثم بوسائل المحافظة على سلامة الاجنة بتقنيات متطورة تؤمن حاضنات تحت ظروف مدروسة بعناية للمحافظة على سلامة الاجنة عندما تقتضي حالة الزوجين اللجوء الى وسائل الاخصاب خارج الجسم (طفل الأنبوب) والاسباب لذلك متعددة أهمها طول مدة العقم حيث تتجاوز الخمس سنوات وخاصة عند انعدام الاسباب الواضحة (العقم الغير مبرر) ، أو وجود ضعف شديد في معايير السائل المنوي، أو انسداد قنوات فالوب عند المرأة أو إصابة الزوجة بمرض بطانة الرحم المهاجرة، فإن الخمس خطوات التالية هي ما سيقوم به الفريق الطبي المسؤول للوصول بإذن الله للحمل.
1. عملية تحفيز الاباضة وتنشيط المبيض ovarian stimulation:
تتم من خلال برنامج يتناسب وكل امرأة حسب العمر والكتلة الجسمية والحالة المرضية عندها مثل تكيس المبيضين او وجود بطانة رحم مهاجرة.
يتم اعطاء المرأة حقن يومية قد تكون تحت الجلد او بالعضل من أول أيام الدورة أو قبل الدورة وتستمر الى ان يتم رصد عدد وحجم كافي للبويضات، وقد يستمر ذلك لفترة ما بين عشرة أيام الى اسبوعين وتتم مراقبة ذلك عن طريق الالتراساوند وفحص هرمونات الدم
2. سحب البويضات Egg removal:
يتم سحب البويضات الناضجة بعد 34 إلى 38 ساعة من إبرة التفجير وذلك عن طريق المهبل باستخدام جهاز التراساوند خاص وتحت البنج الخفيف وأحياناً البنج الموضعي
3. عملية التخصيب fertilization
تتم بنفس يوم سحب البويضات حيث يتم اخذ عينة من الزوج أو استعمال عينات مجمدة له في حالة عدم تواجده، حيث يتم حقن البويضة تحت المجهر بحيوانات منوية تكون في معظم الاحيان منتقاة لتفادي التشوهات قدر الامكان
يتم ترك البويضة المحقونة في الوسط اللازم بالحاضنة لمدة 24 ساعة ليتم الكشف عن نجاح عملية التلقيح وإذا حصل ذلك تترك البويضة الملقحة ما بين اليومين وحتى اليوم الخامس ليتم نضج الاجنة عن طريق انقسامات الخلايا.
4. عملية ارجاع الاجنة Embryo transfer :
يتم ارجاع جنين واحد وحتى اربعة اجنه كحد أقصى وذلك بإجراء سهل وغير مؤلم وباستخدام قسطرة صغيرة خلال المهبل.
5. تدعيم بطانة الرحم luteal phase support :
يتوجب اعطاء ابر وتحاميل معينة ما بعد الارجاع لتدعيم ثبات الاجنة وانغراسهم في بطانة رحم متهيئة وسليمة وهذه الخطوة هي أخطر الخطوات وهي السبب الاساسي في فشل الحمل، حيث تتم عملية ارجاع اجنة لأكثر من 90% من الزوجات ولكن الانغراس لا يتم إلا عند النصف منهن برغم كل الوسائل المتاحة لتفادي عدم انغراس الاجنة .
يتم اجراء فحص الحمل بعد 14 يوم من عملية ارجاع الاجنة وذلك عن طريق الدم وتتم مواصلة مثبتات الحمل فترة لا تقل عن اربعة شهور أو حتى تكوين المشيمة كاملة
قد يتم تجميد بعض الاجنة في حالة زيادة عدد الاجنة عن المسموح بإرجاعه مقابل مبلغ اضافي بسيط ، ويتم حفظ الاجنة لسنوات قد تصل الى عشرة سنوات ويتم ارجاعها بعد التحضير لذلك.
تساهم نفسية الزوجين ورغبتهم في الإنجاب وعزيمتهم بزيادة فرص الحمل، وهو ما تثبته الدراسات يوما بعد يوم، كما وأن تكرار المحاولات في حالة فشل المحاولة الاولى أو الثانية أو حتى الثالثة لابد أن يزيد فرص العمل عند الكثيرين.
الدكتورة ماجدة الجلاد
استشارية النسائية والتوليد والعقم وجراحتها