فترة النفاس
تتميز فترة النفاس بأمرين رئيسين:
اولا: نزول الدم والافرازات من مجرى الولادة.
ثانيا: جريان الحليب وبدأ الرضاعة.
تمتد فترة النفاس لمدة ستة اسابيع بعد الولادة وهي فترة مهمة لك ولطفلك. ان جسمك يحتاج هذه المده لكي يعود الى وضعه قبل الحمل والولادة حيث تمر اعضاء الجسم بعملية تغير عكسية لتلك التي مرت بها عند ابتداء الحمل فالوزن الذي بلغ وزنه حوالي الكيلو وكان يملا تجويف البطن عند نهاية الحمل يصل الى مستوى السرة بعد الولادة مباشرة وبعد ذلك باسبوعين ينكمش حجمه لدرجة لا تستطيعين تحسسه في البطن فقد عاد الان الى منطقة الحوض مع نهاية الاسابيع السته يكون الرحم قد عاد الى حجمه ووضعه قبل الحمل وهنا يصبح وزنه حوالي 60 غم وكذلك انسجة وعضلات مجرى الولاده تعود الى وضعها قبل الحمل بعد هذه الاسابيع ان فترة النفاس كذلك هي فترة تكييف للام لكي تتعود على طفلها وعلى كيفية رعايته والعناية به وايضا ً كي تتأقلم في بيتها ومع اسرتها في ظل هذا الوضع الجديد بعد انضمام عضو جديد للاسرة ان حصولك على قسط وافر من الراحة خلال هذه الفترة وكذلك العناية بتغذيتك والعودة الى مزاولة انشطتك المعتاده في اقرب فرصة بما في ذلك تأدية التمارين الرياضيةسوف يسلعدك على التكيف والتأقلم والتغلب على العقبات والمصاعب التي تعترضك ان الحركة ومزاولة الانشطة المعتاده في اقرب فرصة بعد الولادة لا تقتصر فائدتها على الناحية الجسدية والمعنوية وانما ايضا تقلل من فرصة حدوث المضاعفات الصحية في هذه المرحلة واخطرها جلطات الاوردة والرئة حيث ان قلة الحركة وملازمة السرير بعد الولادة خاصة ان كانت الولادة بعملية قيصرية تلعب دورا رئيسيا في حدوثها من المظاهر السائدة الاخرى والمميزة لهذه الفترة خاصة في الايام والاسابيع الاولى لفترة النفاس ما يعرف بالام الخوالف وهي عبارة عن الام اسفل البطن والمغص الذي يحدث بعد الولاده ويكون على اشده في الايام الاولى خاصة عند البدء في الرضاعة حيث يشبه الام الطلق والولاده وذلك بسبب الانقباض والتقلص الحاصل في الرحم لكي يمنع حدوث النزف بعد الولاده ويستمر الرحم في الانقباض والتقلص الى ان يعود الى حجمه الطبيعي قبل الحمل عند نهاية فترة النفاس .
نزول الدم من مجرى الولادة:
تكون كمية الدم في الايام الاولى التي تلي الولاده غزيره ولكن ليس لدرجة النزيف وتشبه الى حد ما الدورة الشهرية الغزيرة بعد ذلك تتناقص كمية الدم هذه بالتدريج الى ان تصبح مثل دم نهاية الدورة ويستمر نزول الدم هكذا لمدة اسبوع تقريبا يتحول بعدها الى افراز بني لمدة عشرة ايام اخرى ثم يتحول الى سائل اصفر يميل لونه الى الاخضر والذي قد يستمر الى نهاية مدة النفاس
ادرار الحليب والرضاعة:
ينمو الثدي ويكبر خلال الحمل بتأثير هرمونات الحمل وتنمو وتزداد الغدد التي تنتج الحليب وكذلك القنوات التي يمر خلالها الحليب من هذه الغدد الى الحلمة. وقد يصل الثدي عند نهاية الحمل الى ضعف حجمه. هذه التغييرات تهيئ الثدي لعملية الرضاعة مستقبلا ً . بعد الولادة مباشرة يزول تأثير هرمونات الحمل على الثدي ويبدأ تأثير هرمون الحليب وتبدأ الغدد عملية انتاج الحليب. وبعد بضعة ايام من الولادة يبدأ الحليب بالجريان ، ففي اليوم الاول بعد الولادة يفرز الثدي مع الرضاعة كمية ضئيلة من الحليب وتزداد هذه الكمية بالتدريج فتصل الى حوالي 500 سم 3 في اليوم السادس وعندما تصبح الرضاعة مستمرة ومنتظمة تصل هذه الكمية الى 800 سم 3 وقد تزيد عن ذلك ومن العوامل المهمة التي تساعد في سرعة ادرار الحليب بدء الرضاعة في اقرب فرصة ممكنة بعد الولادة والاكثار من شرب السوائل بكافة انواعها فالام بامكانها ان ترضع طفلها بعد حوالي 8 ساعات من الولادة وهذا ايضا ً له فائدته للطفل فالافراز الذي يخرج من الثدي في هذا الوفت ويدعى اللبا له فوائده الجمة للطفل . فعدا عن فائدته الغذائية الجيدة بسبب احتوائه على نسبة عالية من البروتين فهو يحمي الطفل ايضا ً من الامراض لانه يحوي الاجسام المضادة للامراض الموجودة لدى الام وبذلك ينقل المناعة التي لدى الام الى طفلها . ان حليب الام هو الغذاء الطبيعي للطفل فعدا عن انه غير مكلف زمتوفر دائما ً فهو يحمي الطفل من الامراض ويزيد مناعته ويقوي عاطفة الامومة ومن ارتباط الطفل بامه وهناك فارق كبير بين حليب الام وحليب البقر الذي يصنع منه حليب الاطفال وهذا الفارق يجعل القيمة الغذائية لحليب الانسان اعلى كما ان هضمه اسهل ومن المستحيل صناعة حليب يماثل حليب الانسان فهو مادة غذائية متكاملة تكفي لاحتياجات الطفل في الاشهر الاولى من عمره والرضاعة لها فائدتها للام كذلك اذا انها تقلل من فرصة حصول الحمل بدرجة كبيرة كما انها تساعد في عودة الرحم الى وضعه الطبيعي في فترة اقصر اذ ان عملية الرضاعة تثير الاعصاب الموجودة في الحلمة وهذه الاعصاب عندئذ ترسل برسالة الى الغدة النخامية في الدماغ والتي تقوم بافراز هرمون خاص يعمل على انقباض غدد الحليب في الثدي لكي يخرج منها الحليب وتتم عملية الرضاعة ومن الوظائف الاخرى لهذا الهرمون انه يؤدي الى انقباض عضلة الرحم ايضا ً ولهذا السبب تشعر المرضع بالام اسفل البطن مع الرضاعة .
ولكن ما هي العوامل التي تؤثر في كمية ونوعية الحليب؟
ان عملية الرضاعة نفسها تلعب الدور الرئيسي في استمرار ادرار الحليب اذا انه من خلال هذه العملية تستثار الاعصاب الموجودة في الحلمة وهذه بدورها تقوم بارسال رسالة الى الغدة النخامية في الدماغ والتي تقوم بافراز هرمون الحليب الذي يؤثر على غدد الحليب في الثدي لكي تقوم بافراز الحليب وكلما كانت عملية الرضاعة هذه منتظمة ومتكررة ولفترات ممتدة كلما ازداد انتاج الحليب ومن العوامل الاخرى المؤثرة كذلك ان تكثر الام من شرب كافة انواع السوائل بما في ذلك الحليب وان تنال قسطا ً وافرا ً من الراحة كما ان الحالة النفسية والعاطفية للام تلعب دورا ً مهما ً في ادرار الحليب فالقلق والاضطراب النفسي والعاطفي يقلل من كمية الحليب وقد يؤدي الى توقفه . ولا بد من الاشارة هنا الى ان الكثير من الادوية التي قد تتناولها الام تمر من خلال الحليب الى طفلها وبعض هذه الادوية قد يكون لها تأثيرات عكسية على الطفل ولذلك على المرضع تجنب استعمال اية ادوية من غير استشارة الطبيب.
الفطام:
قد لا تستطيع الام لسبب او لاخر ان ترضع او قد لا ترغب في ذلك ولكي توقف ادرار الحليب في هذه الحالة عليها ان توقف الرضاعة كليا ُ وان تمتنع عن القيام بتعصير الثديين لتفريغهم من الحليب وفي نفس الوقت ترتدي باستمرار حمالة للصدر بحيث تكون ضاغطة على الصدر وتقلل من شرب السوائل لبضعة ايام وهذه الاجراءات كفيلة بان توقف ادرار الحليب خلال بضعة ايام في اغلب الحالات.
عودة الدورة الشهرية:
تعود الدورة الشهرية في حالة عدم وجود الرضاعة خلال ست الى ثمانية اسابيع بعد الولادة ولكن في وجود الرضاعة فقد لا تعود طوال مدة الرضاعة او قد تعود ولكن بدون انتظام وقد تنتظم وكل هذه الاحتمالات طبيعية واحتمال الحمل يكون اقوى حال عودة الدورة الشهرية.
الدكتور نزيه الكيالي
استشاري النسائية والتوليد والعقم
زميل الكليه الملكيه للنسائيه والتوليد- لندن