المرارة والحصى المرارية
توجد المرارة في الجزء السفلي للكبد وتشكل احدى العلامات التشريحية التي تفصل الكبد الى فص أيمن وآخر أيسر، يتكون جدار المرارة من انسجة مختلفة منها العضلية والليفية ويبطن المرارة غشاء مخاطي، تتغذى المرارة بوعاء دموي ينشأ في 95% من الاحيان من الشرياني الكبدي الأيمن.
تتصل المرارة بقناة صغيرة مع القنوات الكبدية الرئيسية لتشكل بعدها القناة المرارية الجامعة، يتم افراز العصارة المرارية من الكبد وتنتقل بواسطة القنوات الكبدية الى المرارة ليتم تركيزها وإفرازها استجابة لمحفزات هرمونية وعصبية، وفي الوضع الطبيعي يتم افراز حوالي 600 ملم من العصارة المرارية يومياً.
تتكون العصارة المرارية من الماء، الاملاح المختلفة، الصبغات المرارية، البروتينات والدهون بأنواعها وكذلك الأحماض المرارية
من أهم الاعمال التي تقوم بها المرارة ما يلي:
- تخزين العصارة المرارية
- تركيز العصارة المرارية وذلك بامتصاص الماء والاملاح
- افراز العصارة المخاطية
- افراز العصارة المرارية للجهاز الهضمي عند الحاجة
من أهم الأمراض التي تصيب الحوصلة المرارية هو تكون الحصى المرارية في هذه المرارة ويكون ذلك عادة ناتج عن ترسب المواد الصلبة في العصارة المرارية
70% من هذه الحصى تتكون في الكولسترول والبيلوروبينوالكالسيوم، وقد تتكون الحصى من الاصباغ المرارية Pigment stones أو الكالسيوم ممتزجبالبيلوروبينCalcium bilirubinate
تتراوح اعراض الحصى المرارية من عدم وجود أعراض asyptomatic ويتم كشف الحصى هنا بمحض الصدفة أو اعراض ناتجة عن التهاب المرارة المزمن وكذلك التهاب المرارة الحاد.
أما أعراض الحصى المرارية او التهاب المرارة الناتج عن الحصى المرارية فهو آلام حادة في أعلى البطن قد تكون في الجزء العلوي الايمن.
وقد تكون أعراض الحصى المرارية هي أعراض ناتجة عن مضاعفات الحصى كالالتهاب الحاد للمرارة الذي يصاحبه بالإضافة لما سبق آلام شديدة جدا مصحوبة بارتفاع درجة الحرارة والارتعاش وقد يصل الأمر لأعراض الصدمة الناتجة عن تسمم الدم.
وكذلك قد يؤدي ارتحال هذه الحصى الى القنوات المرارية لالتهاب القنوات المرارية الجامعة والقنوات الكبدية cholangitis أو حتى التهاب غدة البنكرياس وهنا تأخذ الأمور منحنى صعب وقد يؤدي ذلك إلى وجود الصفراء في العين والجسد ودخول العناية المركزةوالحاجة الى مداخلات متعددة كتنظير القنوات المرارية وفتحها وبشكل طارئ لتجنب تسمم الدم والذي قد يؤدي لا سمح الله للوفاة.
تشخيص أمراض المرارة:
بالإضافة للسيرة المرضية والفحص السريري والفحوصات المخبرية وخاصة وظائف الكبد يعتبر السونار هو الحجر الاساس في تشخيص أمراض المرارة ومضاعفاتها حيث انه بواسطة السونار يمكن تشخيص وجود حصى داخل القنوات المرارية أو توسعها كدليل غير مباشر على وجود انسداد اسفل القناة المرارية الجامعة مما يستدعي فتحها بواسطة منظار خاص ERCP قبل استئصال المرارة.
العلاج:
بالإضافة للعلاج بالمضادات الحيوية والسوائل الوريدية والأدوية الداعمة فإن العلاج الأمثل للحصى المرارية هو استئصال المرارة كاملة وبفضل الله فإن ذلك يتم حالياً بواسطة جراحة المنظار وهو إجراء جراحي سهل وخاصة إذا تم هذا الإجراء في مرحلة مبكرة وقبل حدوث الالتهاب الحاد أو السكوت عن الالتهابات المتكررة أو الانتظار لحدوث مضاعفات وفي كثير من الحالات يمكن عمل هذا الاجراء كحالة يومية يستطيع بعدها المريض مغادرة المستشفى بنفس اليوم أو خلال 24 ساعة على أقصى حد.
وليس خافياً على أحد أن جراحة التنظير هي الخيار الأمثل بكل ما تحمله من مزايا كوجود جروح قليلة وصغيرة جداً ونسبة الألم الذي لا يقارن بالألم الناتج عن الجروح الكبيرة المصاحبة للجراحة التقليدية وما يمكن ان يحدث بها من مضاعفات كالالتهابات والفتوق الشقية وغيرها، والأهم من ذلك كله هو العودة المبكرة لممارسة العمل والعيش بدون ألم
الدكتور سعيد الناطور
استشاري أول الجراحة العامة وجراحة المنظار
المستشفى التخصصي